الأمم المتحدة تحذر من خطورة احتجاز ممثل "اليونيسف" وعمال الإغاثة في اليمن
الأمم المتحدة تحذر من خطورة احتجاز ممثل "اليونيسف" وعمال الإغاثة في اليمن
احتجزت ميليشيا الحوثيين، الأحد، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في اليمن، البريطاني بيتر هوكينز، إلى جانب 19 من موظفي الأمم المتحدة، بينهم 15 أجنبياً، عقب اقتحام مسلحين حوثيين مجمعاً تابعاً للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء، في تصعيد جديد ضد المنظمة الدولية والعاملين الإنسانيين في البلد الغارق في الحرب منذ نحو عقد.
وأفاد مسؤول أممي لوكالة "فرانس برس"، بأن الحوثيين يحتجزون داخل المجمع الأممي خمسة موظفين محليين و15 موظفاً دولياً، من بينهم هوكينز، الذي يُعد أرفع مسؤول أممي يُحتجز في اليمن منذ بدء الهجمات المتكررة ضد كوادر الأمم المتحدة قبل نحو شهرين.
وأوضح المصدر أن هذا التطور يأتي بعد سلسلة من الاعتداءات الحوثية السابقة، من بينها احتجاز نائبة هوكينز، الأردنية لانا شكري كتاو، الشهر الماضي لعدة أيام قبل الإفراج عنها، ما يعكس تصاعد التوتر بين الجماعة والمنظمات الإنسانية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
مسيرة في العمل الإغاثي
يبلغ بيتر هوكينز من العمر 64 عاماً، وقد تم تعيينه ممثلاً لـ"اليونيسف" في اليمن في نوفمبر 2022، بعد أن شغل مناصب مماثلة في العراق (2015 - 2019) ونيجيريا (2019 - 2022).
وعمل هوكينز قبل التحاقه بالأمم المتحدة في مشاريع إنسانية في إثيوبيا وأفغانستان وسريلانكا، وسبق أن تحدّث الشهر الماضي في مقابلة مع موقع الأمم المتحدة عن تحديات العمل في اليمن، مشيراً إلى أن احتجاز الموظفين "يخلق حالة من عدم اليقين بشأن سلامة وأمن العاملين الإنسانيين".
وأكد جان علم، المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، أن المنظمة على "اتصال بالسلطات في صنعاء والدول الأعضاء المعنية وحكومة اليمن لحل هذا الوضع الخطِر بأسرع وقت"، داعياً إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين واستعادة السيطرة الكاملة على منشآت الأمم المتحدة.
المطالبة بإنهاء الاحتجاز التعسفي
في السياق، صرّح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن "53 موظفاً أممياً محتجزون لدى الحوثيين"، مؤكداً أن الأمم المتحدة "ستواصل المطالبة بإنهاء هذا الاحتجاز التعسفي".
وأشار دوجاريك إلى أن "بعض الموظفين انقطعت أخبارهم منذ سنوات"، واصفاً الاتهامات التي وجهها الحوثيون للأمم المتحدة بأنها "خطرة وغير مقبولة"، لأنها "تعرض حياة العاملين الإنسانيين للخطر وتعرقل وصول المساعدات إلى ملايين اليمنيين".
واتهم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز الأسبوع الماضي، منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالقيام بـ"دور تجسسي عدواني"، مدعياً أن بعض موظفيها شاركوا في "عمليات استهداف إسرائيلية لاجتماعات الحكومة اليمنية".
ورداً على هذه المزاعم، شدد دوجاريك على أن تلك الادعاءات "تفتقر إلى أي أساس من الصحة"، مشيراً إلى أنها تُقوّض الثقة بين الأمم المتحدة وسلطات الأمر الواقع في صنعاء، وتُهدد مستقبل العمل الإنساني في اليمن الذي يعتمد عليه أكثر من 20 مليون شخص للحصول على المساعدات الغذائية والطبية.
نقل مقار أممية إلى عدن
جدير بالذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت في منتصف سبتمبر الماضي نقل مقر منسقها للشؤون الإنسانية من صنعاء إلى مدينة عدن، الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في خطوة اعتُبرت حينها "إجراءً وقائياً" بعد تزايد القيود والاعتقالات التي يفرضها الحوثيون على موظفيها.
ويُعد هذا الاحتجاز الجماعي الجديد أخطر تصعيد تشهده العلاقة بين الحوثيين والأمم المتحدة منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، إذ يهدد بتجميد برامج الإغاثة الحيوية التي يعتمد عليها ملايين المدنيين في بلد يصنّف ضمن أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.










